من تجليات ربيع الأول
تسطع حقائق وأسرار الأنوار المحمدية
حين  تشرق الأرض بنور ربها..
اللهم صل وسلم وبارك على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين 


... النشأة الأولى ، في البدء كانت كلمة تجلت أطيافها جمالاً سرمديا  تشع بهاءً وعظمةً، بقدرة (كن) أشرقت روحه فصارت نوراً نطقت بأسمه، أحمداً ،محموداً، محمدا. خُلق مّن أجله الكون والملكوت، وعليه دارت القرون الأولى  وعالم الذر لازال بين القلم واللوح لم يكن بعد شيئاً مذكورا، بين الطلوعين جاء مبشراً مختوناً تزفه الأملاك بهجة و سرورا.

                 وأحَسنُ منكَ لَم ترَ قطُ عَيني        وأجملُ منكَ لَم تلد النساءُ
                   خُلقت مُبرء من كُلّ عَيبٍ            كّانك قد خُلقت كما تشاءُ   (1)  

  
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : قالت آمنة عليها السلام : إنّ ابني والله سقط  فاتقى الأرض بيده ، ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ، ثم خرج مني نور أضاء  له كل شيء ، وسمعت في الضوء  قائلا يقول : إنك قد ولدتِ سيد الناس فسميّه محمدا ، وأتي به عبد المطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه ، فأخذه فوضعه في حجره ثم قال : الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان ، قد ساد في المهد على الغلمان ، ثم عوّذه بأركان الكعبة،   (2)
هذا هو سيد الأنام وخير البرية النور المشتق من النور  أبا القاسم أبا الزهراء محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأطهار . الذي نحتفل بذكرى ولادته الميمون حين أشرقت الأرض بنور ربها  يوم الجمعة بين الطلوعين الموافق للسابع عشر من ربيع  الأول (عام النور )  عام الجلال والرحمة  أذ  تشرفت الدنيا وأزهرت بنور مقدمه المبارك.
في هذا الشهر العظيم هاجر حبيب قلوب المنتظرين الى ( طيبة) وأنار بطلعته البهية أركانها فسميت المدينة المنورة، في هذا الشهر نام بفراش النبوة وصي المصطفى يفتديه بروحه يذب عن حبيبه  أذى أبالسة قريش وشياطين الكفر الجاحدين لمكانته وقدره، في هذا الشهر سنة ثلاث وثمانين للهجرة ولد صادق العترة الطاهرة الأمام جعفر الصادق عليه السلام. لذا صار ربيع الأول عيدا للمؤمنين عيداً لعشاق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
شهر الخير والبركة  سلم الله فيه  النبي المختار و وصيه من شر الكفار وحفظ ذريته بمولد حفيده من العترة الأبرار.     
عن جابر بن عبدالله قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،أول شئ خلقه الله تعالى ماهو ؟  فقال صلى الله عليه وآله وسلم : نـور نبـيك يا جابر.
خلقه الله ثم خلق منه كل خير ثم أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء الله ثم جعله أقساما ، فخلق العرش من قسم والكرسي من قسم ، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم ، وأقام القسم الرابع في مقام الحب ما شاء الله ، ثم جعله أقساما فخلق القلم من قسم ، واللوح من قسم والجنة من قسم ، وأقام القسم الرابع في مقام الخوف ما شاء الله ثم جعله أجزاء فخلق الملائكة من جزء والشمس من جزء والقمر والكواكب من جزء ، وأقام القسم الرابع في مقام الرجاء ما شاء الله ، ثم جعله أجزاء فخلق العقل من جزء والعلم والحلم من جزء والعصمة والتوفيق من جزء ، وأقام القسم الرابع في مقام الحياء ما شاء الله ، ثم نظر إليه بعين الهيبة فرشح ذلك النور وقطرت منه مائة ألف وأربعة وعشرون ألف قطرة فخلق الله من كل قطرة روح نبي ورسول ، ثم تنفست أرواح الانبياء فخلق الله من أنفاسها أرواح الاولياء والشهداء والصالحين.  (3)      
ماذا عساي أقول سيدي بعد ذلك وأنت موجود قبل الوجود، كيف أصوغ الكلمات وفي حضرت قدسك تتلعثم المفردات، حروفي تتهادى خجلة تتبعثر في وصفك يا أصل الأنوار.
السلام عليك يا نور الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا نجيب الله، السلام عليك يا صفي الله، السلام عليك يا رحمة الله، السلام عليك يا قائماً بالقسط ، السلام عليك وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين الهادين المهدين السلام عليك سيدي ومولاي وشفيعي سلاما سرمدياً أبدياً ما بقيت وبقي الليل والنهار...
مبارك لكم وعليكم هذا اليوم العظيم يا موالين يا محبين يا عشاق محمد وآل محمد وأتم علينا نعمه بظهورأمامنا الموعود قائم آل محمد عجل الله فرجه الشريف. 

المصادر:
1-      من شعر حسان بن ثابت في وصف ومدح النبي الأكرم  صل الله عليه وآله وسلم
2-      بحار الأنوار للعلامة المجلسي
3-      صحيفة الأبرار  الميرزا محمد تقي الشريف الممقاني