سيد الأوصياء صلوات الله عليه
علـي بـن أبي طـالب
قطب الملكوت الأوحد وبهاء الوجود الأكمل


إلى صاحب لواء الحمد وحامل راية الجهاد الأكبر..
إلى أمير المؤمنين وخليفة رسول رب العالمين..
إلى  شهيد المحراب وحليف السجدة الطويلة..
إلى وليد الكعبة والمشعل الحرام، أبن منى والصفا والمروة..
إلى زوج البتول وبضعة الرسول الشهيدة المظلومة فاطمة الزهراء..
إلى الممهد والمبشر بظهور صاحب الطلعة البهية والغرة المحمدية قائم آل محمد الحجة أبن الحسن صلوات الله عليه وعلى ابائه البررة الأطهار..
إلى إمام المتقين ويعسوب الدين وأبو السبطين الشهيدين الإمامين الحسن والحسين.. صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أهدي هذا القليل...

عنوان صحيفة المؤمن ( حب علي بن أبي طالب )

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوالي عليا من بعدي وليوالي وليه وليقتد بأهل بيتي من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي. ( 1 )
شهر رمضان شهر الإسلام ، شهر علـي بن أبي طالب، شهر إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين وسنامه الأسمى وفصل الخطاب المبين. شهر الفجيعة الكبرى،أستبيحت فيه دماء عترة المصطفى اذ صاح  جبرائيل من بطنان العرش ناعياً.. تهدمت والله أركان الهدى وأنفصمت العروة الوثقى  قتل علـي المرتضى.
علياً بأسمه نطقت الكائنات تهجداَ..علياً هو الباء التي حملت معنى القرآن تعبداً .. علياً هبة الرحمن لخلقه كرماً وتحناً ... علياً .. علياً .. علياً  ترنيمة الأنبياء وعهد العهود الأوثق.. علياً غرسة غرسها المولى فأثمرت   آيات على شفاه المرسلين تُرتل.. علياً رحمة وشفاعة ينالها الذاكرون لـه في كل محفل.
علياً قطب الملكوت وعنوانه الأوحد..علياً عليه دارت رحى الوجود الأكمل.. علياً نوراً أستضاءت بطلعته عوالم الأفلاك الأقدم.. علياً حين أزهر حين قام وحين تنفس.. علياً وما أدراك ما علياً.!!
علياً بمقدمه أنفرجت أسارير ملائكة الرحمان مستبشرة.. علياً  بذكره فاضت خوالج المسبحات تهللاً وفرحاً.. علياً بطلعته تعانقت أرواح الكروبيين وحملت العرش مهنئين بطيف حضوره الوضاء الأبلج... فسجدو لله حامدين شاكرين ساعة بزوغ شمس الولاية الأسطع.. علياً أنداح بشعاع عظمته فوق الظلمات فأزاحها بقبس روحه وبهائه الأروع.. علياً نوراً شعشعاني تجلى مشرقاً مزيناً أكوان السموات ووجوده الأرحب.
 روي عن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم إن جبرئيل عليه السلام كان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدخل عليهما علـي عليه السلام فنهض جبرئيل من مكانه احتراما له فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجبرئيل : ( أتقوم لهذا الصبي ؟ ) فقال جبرئيل : نعم فإنَّ له عليَّ حقّ تعليم  فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أيّ حقّ ؟ فقال جبرئيل عليه السلام :عندما خلقني الله تعالى قال لي : مَنْ أنت وما اسمك ومَن أنا وما إسمي ؟ فعجزتُ عن الإجابة فظهر هذا الصبي أمامي وقال :
( قل أنت الربّ الجليل وإسمك الجليل وأنا العبد الذليل واسمي جبرئيل )
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : وكم عمرك يا جبرئيل ؟
فقال جبرئيل عليه السلام : إنّي لا أعرف عدد سنين عمري ولكن هنالك نجمة تظهر على زاوية من العرش كل ثلاثين ألف سنة وإنّي شاهدت ظهور هذه النجمة ثلاثين ألف مرة .
( 2 )
علياً كوكب دري أنتظمت بفلكه أقمار الجنان الأجمل ..علياً قلادة الأيمان صاغها الديان كرامة فصارت نورعلى نور يتلألأ..علياً كلمة الله..علياً يد الله.. علياً عين الله.. علياً وجه الله.. علياً باب الله الذي يؤتى منه..علياً سيداً حصوراً يهيمن بامامته فوق فضاءات الملكوت الأوسع. علياً روحه أنفاسه تفوح عطراً ترسل ثناياه شذى التفاح الأطهر.. علياً يعسوب الدين وإمام المتقين ونفس رسول رب العالمين.. علياً هو القرآن والتآويل علياً ملاذ الخائفين الخاشعين وآنيس المستوحشين وقبلة المؤمنين الأوحد .
علياً عين الحياة وأخو رسول الله وابن عمه وسيف نقمته وعماد نصرته وبأسه وشدته.. علياً وحده من قال: أنا رحى جهنم الدائرة وأضراسها الطاحنة، أنا مؤتم البنين والبنات وقابض الأرواح  وبأس الله الذي لا يرده عن القوم المجرمين، أنا مجدل الأبطال وقاتل الفرسان ومبيد من كفر بالرحمن وصهر خير الأنام .
أنا سيد الأوصياء ووصي خير الأنبياء، أنا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله ووارثه ،وأنا زوج البتول سيدة نساء العالمين ، فاطمة التقية النقية الزكية البرة المهدية حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته وريحانة رسول الله، سبطاه خير الأسباط وولدي خير الأولاد هل ينكر أحد ما أقول  أين مسلمو أهل الكتاب ؟؟؟  أنا اسمي في الإنجيل ( إيليا ) وفي التوراة ( بريا ) وفي الزبور( إريا ) ( 3)
فسلام الله عليك يا سيدى ومولاي يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعث حياً.. سلام الله عليك  قانتا، راكعاً، ساجداً، مسبحاً.. سلام الله عليك امامي وأميري علياً.. علياً.. علياً  حتى الرمق الاخير وأنقطاع النفس يا حجتي البالغة ساعة الحساب ويوم المحشر.
عن عبائة بن ربعي قال : ( قلت لعبدالله بن عباس : لم كنى رسول الله عليا أبا تراب ؟ قال : لأنه صاحب الأرض وحجة الله على أهلها بعده وبه بقاؤها وإليه سكونها ولقد سمعت رسول الله يقول : انه إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة قال ياليتني كنت ترابا أي ليتني كنت من شيعة علي عليه السلام ، وذلك قول الله عز وجل : ( ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا) ( 4 )
عهدا مني سيدي وأقرار العبد لمولاه إن أبقى لحروف أسمك ذاكراً لاهجاً وبآياتك متهجداً آناء الليل وأطراف النهار أتقرب منك الوذ بفنائك الطاهر لوذ العاشق المتيم ولوذ الحمائم العطشى للماء يا عروة الله الوثقى وصاحب الغدير الأغر وحوضه المورود وشرابه الأوفى .


     ضمنت لمن يخاف من العقاب      إذا والى الوصي أبا ترابِ
     يرى فـي حشـره رباً غفوراً        ومولىّ شافعاً يوم الحسابِ
     فتىّ فاق الورى كرماً وبأساً       عزيز الجار مخضرّ الجنابِ
     يُرى في الّسلم منه غيث جود     وفي يوم الكريهة ليث غابِ
     إذا مـا سل صارمه لـحربٍ         أراك البرق في متن السحابٍ
     وصيُّ المصطفى وأبو بنيه        وزوج الطهر من بين الّصحابِ
     أخو النصّ الجليّ بـيوم خمّ        وذو الفضل المرتّل في الكتاب ( 5 )


عظم الله لك الأجر سيدي يا رسول الله وأحسن الله لك العزاء بمصاب أخيك ووصيك وروحك التي بين جنبيك علـي المرتضى، عظم الله لكِ الأجر سيدتي ومولاتي يا فاطمة الزهراء وأحسن الله لك العزاء بمصاب زوجك وسيد العترة وأبو الأئمة من ذريتكِ الطاهرة علـي المرتضى، عظم الله لك الأجر سيدي ومولاي يا أبا محمد الحسن الزكي وأحسن الله لك العزاء بمصاب أبيك علـي المرتضى، عظم الله لك الأجر سيدي ومولاي يا أبا عبدلله الحسين الشهيد وأحسن الله لك العزاء بمصاب أبيك علـي المرتضى، عظم الله لك الأجر سيدي ومولاي يا صاحب الزمان الحجة أبن الحسن صلوات الله عليك وعلى أبائك وأحسن الله لك العزاء بمصاب أبيك وجدك علـي المرتضى .
 اللهم بحق علي أبن أبي طالب أشفي صدر علـي بظهور وليك وحجتك على خلقك، اللهم بحق فاطمة أشفي صدر فاطمة بظهور وليك وحجتك على خلقك اللهم عجل فرج قائم آل محمد الشريف، اللهم أجعلنا من الطالبين بثاره مع إمام عدل تعز به الإسلام وأهله يا رب العالمين.  
ها أنا سيدي أقف بحضرتك سائلاً راجياً أياك الشفاعة عند الله، وإن تجعلني لأثارك مقتفياً  وعلى نهجك سائراً وبنعمة ولايتك محدثاً شاكراً ثابتاً، ولأمرك مسلماً مقراً، مذعناً، وبقبرك مستجيراً متوسلاً، مستشفعاً، خاضعاً ولدولتك مترقباً ولمهديكم منتظراً.. صابراً.. محتسباً  مرددا عبر كل الازمان والدهور وعبر الأزل قسم الولاء الأكبر أصدح به عند محراب قدسك هاتفاً  يا علي .. يا علي .. يا علي .
بك فزنا والله  فوزاً عظيماً وبك نحن موقنون ولرجعتك منتظرون .. اليك اليك سيدي.. أنت أنت مولاي.. وحدك وحدك يا أمير المؤمنين جئت ساعياً لاهثاً مرتمياً عند اقدامك.. الثم شسع نعلك بالقبلات والدموع.. باسطاً ذراعي بالوصيد على اعتاب بابك ملتمساً متوسلاً نيل نفحة كريمة من فيض نورك وبركاتك وفضلك وجودك وكرمك فإن شئت وتفضلت علي سيدي فذلك منك.. على قدرك أنت لا على قدري أو قدر عملي فانا الوضيع الحقير المستكين.. وانت يا سيدي ومولاي الكريم ومنبع الكرم الوارف وبحر الجود الممدود والفضل المشهود يا معدن الرسالة والتنزيل وأصل الدين ومهبط الوحي والقرآن.. يا قبلة الروح الامين والملائكة البررة أجمعين يا شجرة النبوة المحمدية المؤنقة والدوحة الهاشمية المظفرة يا خير البرية وأبا العترة الهادية المهدية....  أمنن يا مولاي على عبدك وعبد عبيدك بالعفو والصفح وقبول هذا القليل هذه الكلمات المتناثرة من قلب يعتصره الألم يتقلب متحرقاً واجداً، تحرق الوالهة الثكلى بمصابك الجلل يا سيدي و مولاي يا أمير المؤمنين يا علـي.. يا علـي.. يا علـي.


 المصادر:
1-   كتاب حلية الأولياء الجزء الأول صفحة 80
2-   بحار الأنوار الشريف
3-   بحار الأنوار الشريف
4-   الكافي الشريف
5-   أبيات للشاعر الشواء الكوفي الحلي من كتاب الغدير الجزء الخامس صفحة 491