وقفة تأملية لواقع العراق السياسي
جدلية اخفاق الحكومة وهوية العنف فيه .؟؟
الجزء الثالث والأخير
 

عند هذا الجزء تكون رحلتنا قد شارفت على الانتهاء لترسو قافلة همومنا بمرفئ المعالجات، بعد ان مخرنا عباب الأحداث... مبحرين عبر مسافات طويلة وشاقة، قطعنا فيها أمواجا عالية من دماء الموالين المتدفقة وأشلاء الضحايا المنتشرة وآهات المحرومين الممتدة على طول رحلتنا في الجزئين الماضيين وهي تترقب لحظة القصاص من قاتليها لتخلد أرواحهم هنئة مطمئنة في برزخها الاخير.
 وبعد ان استعرضنا بشكل بانورامي مسهب طبيعة المعوقات والأزمات الحقيقة التي يمر بها عراقنا الجريح، المتزامن مع اخفاق الحكومة المستمر وقصورها الواضح والصريح في التعامل بجدية مع التهديدات والتحديات التي يواجهها... وما يكتنف العملية السياسية من مناكفات و غموض شديد وتعثر غير مبرر ... اتت أكلها على شكل كوارث مدبرة ضربت أمن الوطن  وسلامة كيانه.
معززة بذلك دوامة العنف المنظم الذي يجتاحه. بعد أن تجمعت بصيغة تراكمية عوامل استمراريتها في ظل تراخي الدولة المشين بالحد منها والقضاء عليها ، لتفرز لنا بصورة واضحة وفرة انتاجية بالعمليات الارهابية التي اتخذت شكل الإبادة الجماعية المتكئة على قوالب نمطية استلت مفرداتها من بؤر عتيقة ممزوجة بتوليفة معقدة محملة بحقد تاريخي متأصل ونظريات مميتة تجذرت عميقا بذهنية الأخرين.!!
فعمدو الى ترجمة ذاتهم المريضة عملياً على أرض الواقع واظهرو ناب حقدهم الأزلي باستهداف وجود الأغلبية الموالية في الوطن عبر هجمات تدميرية شرسة غايتها استئصالهم وتحجيم دورهم في المنطقة ضمن مشروع عدائي اقصائي تنفذ بنود خطته على عدة مراحل بتحريض وتمويل الحركة السلفية الوهابية وبدعم مباشر من الأب الروحي لهذه الحركة المتمثل بالصهيونية التلمودية  العالمية .
والغاية المرجوة منه هو تغيير بنية الواقع الديموغرافي للعراق من خلال ماكينة القتل والترويع الممنهج ضد ابناء الشيعة. مع التغذية المتواصلة من قبل حلف الشيطان الأكبر ومجموعة أذنابهم في المنطقة لهذا النهج بقصد ديمومة بقائه اطول فترة ممكنة. وما لهذه الحملة الحاقدة وسيناريو فصولها المدمرة من تبعات وانعكاسات سلبية وتأثيرات خطيرة على الوطن وأهل هذا الوطن الأصليين في المدى القريب والبعيد وعلى مختلف الصعد والاتجاهات.
وانطلاقاً من واجبنا العقائدي والأخلاقي والانتمائي نضع أمام شعبنا وأهلنا ومرجعيتنا الدينية والعلمية. ومن ثم الحكومة الحالية او القادمة مجموعة من الخطوات الرئيسية والهامة الواجب أتخاذها في معركة التصدي لهذا المشروع  والحيلولة دون استمراره. بغية الدفاع عن ارواحنا ووجودنا بصيغة أكثر قوة وبفاعلية أكثر تنظيماً لعلنا نساهم بتقنين الدم المسفوح ونرفع عن كاهلنا ذلك الضيم والحيف الكبيرين الذي وقع علينا دون غيرنا منذ عقود طويلة جدا بسبب تمسكنا بولاية أمير المؤمنين وسيد الأوصياء علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى ذريته.

الحلول والمعالجات :

أولا - فرض حالة الطوارى في كافة انحاء المحافظات الخاضعة لسيادة الدولة العراقية واجراء عملية مسح أمني شامل لكل المناطق وخصوصاً تلك المؤشر عليها أمنياً والقريبة من العاصمة ليتم محاصرتها بطوق أمني محكم أو بعدة أطواق واقامة العوائق  الطبيعية والاصطناعية مثل السواتر الترابية والخنادق ووضع الأسلاك الشائكة ونصب نقاط حراسة ثابتة ودوريات متحركة اضافة الى عمليات تمشيط وحملات تفتيش مستمرة ونصب كمائن ليلية ونهارية مع مراقبة جوية صارمة بتنسيق منظم بين كافة الوحدات العسكرية.
اخذين بعين الاعتبار عنوان الحملة. فقد مللنا كثيراً وتشائمنا طويلاً من أسماء عمليات أطلقتها الحكومة سابقاً فلم تجدي نفعاً ولم تعد علينا الا بمزيد من القتل والدمار وأفضل الأسماء التي نقترحها ولها علاقة وطيدة بعقيدتنا هو أسم ( صاحب الزمان ) عجل الله فرجه الشريف فمجرد ذكر صفة المعصوم ورفع أسمه يخلق طاقة أيجابية كبيرة تشكل حافزاً نفسياً ودافعاً معنوياً لدى القائمين على هذه العملية. لعل الحكومة ينالها جانب من التوفيق والسداد فيعينها على أداء عملها بأكمل وجه ببركة المعصوم صلوات الله عليه وعلى أبائه.
ثانياً - تشكيل لجان شعبية يتولى فيها شبابنا المؤمن الموالي الكفوء من خريجي الكليات والجامعات وهم شريحة كبرى ومثقفة لا يستهان بها. ولا أدري لماذ يتم تجاهلها بهذه الصورة المريبة لتترك مركونة على هامش الحياة يغلفها النسيان فتعطل قدراتها وطاقاتها الخلاقة لتذهب هدراً.! فهم قلب العراق النابض وعماد مستقبله وآن الآوان لهذه الشريحة المهمة في المجتمع أن تُفعل وتكلف بالمهمات فتعمل على قيادة وادارة هذه اللجان الشعبية مع تخصيص مكافأت مالية مجزية لهم لحماية مناطقهم ورصد الغرباء وتسيير الدوريات النهارية والليلية بالتنسيق الكامل مع الجهات الأمنية المختصة.

ثالثا - أعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية المتمثلة بوزارة الدفاع والداخلية واجراء عملية تنقل واسعة وضخ دماء جديدة وكفوء من قادة الفرق والألوية والأفواج القتالية وتعيين ضباط ومراتب ممن عرف عنه الشجاعة والولاء واستبساله المطلق في سبيل عقيدته ووطنه.
كما يتحتم على المؤسسة العسكرية زيادة عديد قواتها والعمل على تنوع معداته وتحديث أسلحته وتدريب قطعاته العسكرية بصورة مستمرة لتتمكن من مسك الأرض وتأمين الحدود المشتركة مع جارة السوء مملكة الشر الوهابية المسعورة. وكذلك تأمين الحدود مع سورية ومنع تدفق الأرهابيين من والى العراق خصوصا في ظل تردي الوضع العام للمنطقة سياسياً وعسكرياً.
رابعاً - نتيجة للظروف الأستثنائية التي يعيشها العراق لابد للدولة من استحداث طرق أستثنائية جديدة تحقق من خلالها التفوق النوعي في ساحة العمليات لمواجهة العدو ودحره.. لذا على الحكومة أن توعز لجهاز المخابرات العراقية (الأمن الوطني ) بتشكيل فرق كوماندوس  خاصة بهذا الجهاز.. تتمتع بديناميكية تخطيطية وبحس أمني عالي وقدرة قتالية مميزة مع مرونة وسرعة بالتحرك للوصول لأبعد نقطة ممكنة بزمن قياسي كلما اقتضت ضرورات المصلحة الوطنية العليا.
طبعاً يتم تدريب هذه الفرق على أسس ومناهج عالية المستوى بعد تزويدها بأحدث الأجهزة المتطورة والمعدات التكنلوجية الحديثة. وأن يمتلك جميع أفرادها مؤهلات وقدرات ذهنية وبدنية خاصة تمكنهم من توجيه ضربات استباقية اجهاضية لمخططات العدو التي تحاول أن تهدد أمن الوطن وتستهدف مواطنيه من خلال المعالجة السريعة والفورية لهذه المجموعات الأرهابية و قادتهم أينما كانو .
خامسا ً- تفعيل دور القضاء العراقي ومواده القانونية عبر تشديد الأجراءات العقابية الرادعة المتخذة بحق المدانين بعد تسجيل اعترفاتهم الكاملة والصريحة وعرضها على الشعب مباشرة ليتم تطبيق النصوص والأحكام الواردة في التشريعات القانونية التي نص عليها الدستور  وانزال أشد العقوبات بحق المجرمين مع سرعة التنفيذ للقرارات الصادرة من دون تسويف أو مماطلة.
سادساً - على وزارة العدل الاسراع بتعين قضاة جدد ومحققين قضائياً من أصحاب الخبرة والكفاءة الوطنية العالية والمشهود لهم بالنزاهة حتى تتمكن المحاكم من البت بقضايا وملفات المتهمين وتقليل فترات الاحتجاز التي تدوم في بعض الأحيان الى عدة سنوات داخل سجون تحولت مع مرور الوقت الى مرتعا خصبا وبؤر تجنيد ومراكز غسيل أدمغة. بل اصبحت حواضن طبيعية ومفاقس لتوليد العنف من خلال اعادة انتاج نسخ معدلة ومعبأة ذهنيا لمجرمين خطرين يرفضون وجود الأخر جاهزين للفرار  أو للتهريب  من سجونهم .!!
سابعاً - التحرك الفوري والسريع باتخاذ زمام المبادرة وقطع العلاقات الكاملة مع مملكة الشر ( آل مسعور ) ودويلة أبناء العقوق والموز في قطر عبر غلق بعثاتها الدبلوماسية من سفارات وقنصليات وملاحق تجارية وطرد ممثليهم من العراق بالتزامن مع غلق كافة الحدود والمنافذ المشتركة .
ثامناً - على الحكومة توجيه أنذار شديد اللهجة بعد تقليص حجم تعاونها التجاري والسياسي الى النصف كإجراء أولي وورقة ضغط سياسي تستخدم ضد اي دولة تساهم باستمرار دوامة العنف في العراق عبر تقديمها الدعم الوجستي وتوفير ملاذات أمنة للمجرمين الذين تم تشخيصهم كأعداء للعملية السياسية وتلطخت أياديهم بدماء العراقيين.
تاسعاً - رفع  الحصانة عن كل مسؤول في الحكومة أو عضو في البرلمان  ثبت عليه جرم المساهمة بتشجيع العنف من خلال تصريحاته الأعلامية أو انخراطه ضمن كتل سياسية وحزبية تدافاع عن المجموعات الارهابية وتساندهم أو ساهم بتعطيل عمل الحكومة والبرلمان التشريعي عبر غيابه الدائم والمستمر عن جلساته بهدف الاخلال وعدم اكتمال النصاب القانوني  عند تشريع القوانين أو مناقشتها.!! فرداُ كان أو مجموعة نيابية تمهيداً للإقالة ومن ثم محاكمتهم جميعاً أمام المحاكم الجنائية المختصة بتهمة الخيانة العظمى.
عاشراً - تفعيل قانون اجتثاث طغمة البعث المقبور والمنتمين اليه والمتعاطفين معه ومحاسبة كل شخص أو جهة تروج لهذا التنظيم .
حادي عشر - مقاطعة الشعب التامة لكل مكون سياسي أو حزبي ثبت عليه أو على أحد أعضاءه تعاطيه مع الارهابين جهراً أو سراً.. بالتعامل مع القتلة مباشرة أو من خلال وسيط.. أو ثبت عليه استلام رشوة من أي جهة كانت خارجية أو داخلية.. أو استغل منصبه لتمرير رسائل تحرض على الشيعة ليصار الى عزلهم ومنعهم من العمل السياسي نهائياً.
ثاني عشر - أن تباشر الحكومة بحملة كبيرة ومتواصلة ضد الفساد والمفسدين ومكافحة هذه الظاهرة السلبية المستشرية داخل جسد الدولة ومحاربتها  بكل الوسائل والسبل المتاحة وتفعيل عمل اللجان الرقابية. ويفضل أن تقع مسؤولية اختيار أعضاء اللجان على عاتق مجلس القضاء العراقي بالتنسيق مع المرجعية الدينية ليختار الأفضل ممن شهد له بالعفة والنزاهة والورع والكفاءة المهنية فيتم على اساسه تعينهم وتخصيص رواتب مجزية مع نسبة مئوية على شكل حوافز تشجيعية تقدم لهم عن كل ملف فساد يتم كشفه وتقديمه للعدالة.
مع تمتع هذه اللجان بكامل الصلاحيات القانونية والاجرائية لممارسة مهام عملها على أكمل وجه من استدعاء واستجواب وتوقيف وحجز ومصادرة الأموال بصورة تامة وفاعلة. على أن تتغير هذه اللجان الرقابية هي وأعضاءها بصورة دورية وأن لا يتعدى فترة عملها السنة والنصف. وأن تقوم كل لجنة جديدة بمراجعة وتقيم عمل التي سبقتها مع تشديد العقوبة المضاعفة على كل عضو يعمل تحت مضلتها ثبت عليه تستره أو مساعدته لمفسد بأي شكل من الأشكال.
ثالث عشر - على الحكومة ومن خلال وزارة الخارجية اقامة دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية وحسب الطرق القانونية المتعارف عليها ضد الدول والمؤسسات والأفراد التي تشجع العنف في العراق معززة بالأدلة والمستمسكات الجرمية التي بحوزة الحكومة والاستعانة بمكاتب استشارات قانونية عالمية معروفة بهذا الصدد.
رابع عشر -  تفعيل عمل وزراة الخارجية عبر بعثاتها الدبلوماسية لحشد الرأي العام العالمي لا سيما مع الدول الصديقة والمحبة للعراق وشعبه والتواصل مع المؤسسات والمحافل العالمية للتعريف بواقع الحال في العراق وما يتعرض له من هجمة عدوانية سافرة وكشف الجهات التي تمول وتدعم الارهاب فيه عبر اقامة الندوات السياسية والفعاليات الثقافية بتغطية اعلامية موسعة ومستمرة على مدار السنة .
خامس عشر - على الحكومة التوجه الفوري نحو الاعمار وخصوصاً في المحافظات الجنوبية التي تعتبر هادئة وآمنة أكثر من غيرها من خلال التعاقد مع كبريات الشركات العالمية أوربية وروسية ويابانية وبناء هذه المحافظات بشكل علمي مدروس عبر انشاء بنية تحتية متكاملة من محطات توليد الطاقة لكل محافظة على حدا وانشاء شبكة طرق وجسور حديثة ومحطات تنقية مياه وشبكة صرف صحي مع مراكز متخصصة وحديثة لمعالجة النفايات السامة والعضوية واعادة تدويرها وانشاء منطقة صناعية لكل محافظة لتمكنها لاحقا من جلب الاستثمارات الداخلية والخارجية بقصد التنمية المستدامة على المستوى البشري والمادي وهذه الخطوة مهمة جداً اذ تساعد كثيراً على فتح مجالات متعددة وتوفر فرص عمل كثيرة تسهم قطعاً بتحسين المستوى المعاشي والحياتي واكتساب الخبرات الصناعية الحديثة لسكان المناطق الجنوبية.
سادس عشر – العمل على استصلاح الأراضي الزراعية وتمليكها للمزارعين مع دعم حكومي كامل من خلال القروض الميسرة التي تستقطع على شكل نسب بسيطة من الناتج الاجمالي لهذه الحقول سنوياً. والتي تتم وفق ضوابط علمية دقيقة تنظم عملية الزراعة حسب الحاجة ونوع المحصول المراد انتاجه بشكل متوازن ومدروس.
مع توفير كافة المستلزمات الضرورية من كوادر هندسية ومعدات زراعية وتهيئة قنوات الري وتقديم البذور والمبيدات اللازمة لمكافحة الآفات. فتكون الحكومة بهذه الخطوة قد سحبت من يد الارهاب ورقة اخرى لطالما  لعبت بها عبر استغلال هذه الطبقة المهمة التي وقعت بسبب الفقر والتهميش لقمة سائغة بين فكي الجماعات الارهابية واغراءتهم المادية كما تساهم بتقليل البطالة المنتشرة وتلبي حاجة السوق والمستهلك المحلي .
   
سابع عشر - الرجاء من قيادتنا الدينية المحترمة ومن وحوزاتنا العلمية العريقة التفضل بتشكيل مجلس حكماء مستقل يتكون من المراجع  الأجلاء أو من ينوب عنهم . وظيفته الرئيسية: متابعة ومناقشة سير وأداء عمل الحكومة الحالية أو المستقبلية من خلال اسداء النصيحة وتقديم المشورة بغية التصحيح والارشاد.. فتقيل عثرات المسؤولين فيها عبر خطاب مباشر يعرض على الملأ فالمرجعية محط ثقة وتقدير الغالبية وتمتلك قوة حضور في الشارع الشيعي والوسط الموالي ولها كلمة مسموعة تمكنها من استدعاء ومحاسبة أي شخص تلكأ أو قصر في عمله.
كما نرجو منها استحداث مكتب خاص يتكفل بجمع ودراسة بيانات أصحاب الكفاءات العلمية المستقلة داخل العراق وخارجه وفتح خطوط اتصال معهم ومفاتحتهم عبر وكلاء المرجعية المنتشرين في كافة أنحاء المعمورة. ليتم على أساسه استقدامهم لاحقاً للعمل في  مؤسسات الدولة ورفد الجهاز الحكومي بهذه العناصر الكفوءة بغية الاستفادة من خبراتهم وطاقاتهم خدمة للوطن وأهل هذا الوطن بدعم مباشر وتزكية من لدن المرجعية. علما ان هذه الفقرة هي بالاساس من واجب ومسؤولية الدولة.! لكن ونظراً لأسقط الحكومة المتعمد لمبدء الكفاءة كليا من حساباتها.!! واستبدالها بشرط الولاء المطلق والطاعة العمياء لجهة محددة كركن اساسي في عملية التعيين ؟؟ توجهنا بأنظارنا الى المرجعية كحل اخير.
ثامن عشر – العمل على بناء منظومة اعلامية واعية تعتمد لغة الوضوح والمباشرة في طرحها لأهم القضايا التي تهم الوطن والمواطن بحنكة ونزاهة ومهنية عالية. فالمهم عندنا هو الكم النوعي وليس الكم العددي. وظاهرة تعدد القنوات واستمرار بثها للسموم التحريضية لا تعني بالضرورة ظاهرة صحية تدل على الحرية والانفتاح.؟
لأن الواقع العملي يقول عكس ذلك تماما.؟ فقد استفادت بعض هذه المحطات من قانون حرية الاعلام المكفول لها دستورياً لتمارس دور المحرض على القتل والانتقام وتشويه الحقائق عبر فبركة اعلامية دنيئة ورخيصة.!!؟؟ لذا آن الأوان  للدولة ان تتحرك بصورة فورية وعاجلة نحو غلق كافة المحطات الفضائية والمواقع الرديفة لها المملوكة لبعض الأشخاص أو التابعة لتلك الأحزاب والكتل المعروفة التي تشجع العنف وتساهم بتغذيته بهدف ديمومة استمراره ومحاسبة القائمين عليها قانونياً بتهمة الارهاب.

خلاصة الحديث :
من بداهة القول ان أهم مقومات النجاح لأي امة من الأمم  هو استيعابها الكامل والعميق لطبيعة التجارب الماضية والاستفادة منها عبر دراسة مستفيضة وشاملة لجميع ظروفها .
بهذه الثابتة النوعية تتمكن الشعوب الحرة الواعية من استخلاص نتائج فعلية تساعد على تقديم معالجات واقعية تتناغم مع طبيعة المرحلة التي تمر بها، لتمنحها خاصية الاستنباط وخلق حلول منطقية ناجحة ومفيدة تعينها على أداء مهمتها وتنفيذ اهدافها على أكمل وجه.
مع الاخذ بعين الاعتبار ان الامم الناضجة فكريا واخلاقيا تبتعد بحسب طبيعتها التكوينية ابتعادا كليا عن الحلول الترقيعية المؤقتة... بل ترفض حتى فكرة وجودها تماما لكونها تؤدي في الغالب الأعم الى نتائج عكسية وكارثية وخيمة لا يحمد عقباها.
على هذا الاساس تتحرك المجتمعات الناجحة قدما مركزة جل اهتمامها على ايجاد معالجات جذرية شاملة، تمكنها من التقدم بخطى ثابتة نحو بر الأمان  بكل عزم وثقة مذللة جميع العقبات التي تعترضها لتعبد طريقها بالحكمة والموضوعية. معتمدة بذلك على قدرتها الذاتية واستيعابها الكامل لحجم المتغيرات والمتتطلبات.
 مشيدة قاعدة رصينة وقوية تتألف موادها الرئيسية من مجموعة اصولها الموروثة والمكتسبة. عقائديا.. واجتماعيا.. واخلاقيا...  لتنصهر جميعها مع بعضها البعض وتشكل نفسها وتحدد ملامح تكوينها حتى تاخذ شكلها النهائي لاحقا بما يعرف ( المنظومة الحياتية المتكاملة ) التي تعمل بتناغم وانسجام تام مع الواقع بحرفية عالية فتحقق من خلاله مبدأ العدالة الاجتماعية المرجوة.
هكذا تمضي الأمم بمشوارها الانساني قدما وفق آلية ممنهجة قائمة على اسس علمية رصينة تسهم تلقائيا برسم خارطة عمل مستقبلية واضحة المعالم تتسم بالأمان والفاعلية محققة بذلك اهم عوامل استمراريتها ووجودها الذي تعتمد عليه وتحتاج اليه الشعوب والحكومات اثناء رحلتها او انتقالها من مرحلة الى اخرى في عملية التغيير والتطور والبناء .
وهنا ثمة سؤال يطرح نفسه بقوة. هل استطاع اتباع أهل البيت عليهم السلام في العراق واحزابهم السياسية المنبثقة من رحم العقيدة الشيعية الولائية الاستفادة من التجارب السابقة.!! الجواب قطعا .. لا ..
والسبب في ذلك، يكمن بعزوف الاحزاب السياسية عن جادة الحق القويم وانحرافهم عن خط ومنهاج عقيدتنا الاصيلة... ليسقطو تلقائيا بأحضان المخالفين يأخذون معالم منهاجهم السياسي مع الاسف من المد القطبي وبقايا مخلفاته المنتنة سائرين على خطى وتعاليم اخوان الشياطين .!!؟؟ الذي ثبت للقاصي والداني فشلهم الذريع والمخزي فكراً وممارسة بادارة أنفسهم قبل ادارة وحماية أوطانهم... كما ثبت بالدليل العملي سوء قولهم وفعلهم على ارض الواقع  وفيها عبرة لمن يعتبر.

اذا ما المطلوب من الشيعة .؟ 
المطلوب منا كشيعة في ضل هذه الظروف الصعبة التي نكابدها ومع اقتراب موعد الانتخابات القادمة ان نتعلم كيف نختار ممثلينا بالسلطة فقد  اصبحنا بأمس الحاجة الى طبقة سياسية مثقفة ثقافة ولائية خالصة لم تدنس ارواحهم بنظريات المخالفين وتتلوث عقولهم بارجاف المرجفين رجال وقادة حقيقين قادرين على حماية حقوق الغالبية في العراق...  بعد ان جعلو من الحق عنوان ومسلكا يسترشدو به طريقهم وينهلو معارفهم من مدرسة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين فيهتدو بهديهم ويمضو على نهجهم... مؤمنين ايمانا مطلقا بمبدئين اساسيين لا ثالث لهما.
1 - (( ان للشيعة وهم الغالبية حقوق تاريخية وجودية اصيلة يجب على الجميع احترامها وعدم المساس بها لكونها ثابتة ربانية لا تتغير او تندثر بفعل اجرام المجرمين واجندات الشياطين من قوى عالمية واقليمة وكل من يتناغم معهم ويتابعهم ويسير بركبهم ))
2 - (( وان للأخرين وهم الأقلية حدود وخطوط حمراء يتحتم عليهم التوقف عندها والالتزام بها وعدم تجاوزها باي شكل من الاشكال كما ينبغي لهم ان يعلمو بأن الوطن كفيل بأهله وبأمكانه ان يسع الجميع على اختلاف طوائفهم ومللهم ))
بهذين المبدئين الرئيسين تتحقق اسس التعايش السلمي القائم على الاحترام وعدم الغاء الاخر حتى نتمكن من تأسيس نواة مجتمع يستوعب معنى الحقوق والواجبات بما له وما عليه... بهذه الآلية تبنى الاوطان وتحفظ كرامة الانسان... فمن يؤمن بهذا القول من مرشحينا الشيعة الأكفاء عليه ان يتقدم بكل ثقة ويعلن برنامجه على هذا النحو امام الشعب وسيجدنا بجانبه نشد ازره وندعمه الى ما لا نهاية... وليتذكر الجميع ان السلام الحقيقي يفرضه الاقوياء فقط وفقط اما الضعفاء فديدنهم الانبطاح والاستجداء الذي يورد أهله المهالك ويجلب الخسران  والسلام ختام.
تنويه مهم جداً :
الكلام الوارد في هذه المقالة وما نصت عليه وجاء بسطورها من توصيفات ونعوت ومفردات شديدة اللهجة وجهت للحكومة العراقية ومن يسير بركبها.. تقع ضمن دائرة البيت الشيعي الواحد الموحد وتنحصر ضمناً  باطار الجسد الموالي.. الذي أذا أصاب عضو منه تداعى له سائر أعضاء الجسد بالسهر والحمى حتى يسترد عافيته عبر نقد تقويمي بناء يهدف بالدرجة الأساس للتصحيح والمعالجة  الجذرية.
وعليه نقول محذرين أنه غير مسموح أطلاقا ومحظور حظراً شديداً أكيداً على جميع الأفراد والمجموعات أو الجهات المخالفة لعقيدتنا ومذهبنا أو بعضا من هولاء النرجسين (المحايدين) فاقدي البوصلة الصحيحة الذين يفضلون الوقوف على مسافة واحدة من الجميع تحت عنواين وحجج وذرائع سقيمة واهية أفرزتها حالة الضعف والأنبطاح المستمر كنتيجة حتمية لتأثرهم الشديد بالمدلسين وأراهم العقيمة ردحاً طويلا من الزمن او الذين وقعو تحت تأثير وساوسهم الذاتية فركنو الى أنفسهم وأخذو بالرأي والقياس يطففون به على رؤوس الأشهاد.
من القيام بأي محاولة أستغلالية لهذا الموضوع أو أستعارة بعض المقاطع والجمل الواردة فيه نصاً او تلميحاً والمتاجرة فيها... شاء من شاء وأبا من أبا... ولينعتنا الحانقون الحاقدون علينا بكل نعوت الدنيا أبتداً من الفئوية ، والطائفية ، والمغالاة.. وصولاً الى العنصرية والمذهبية.. فلا نأبه بهذه الترهات بعد اليوم.. فالجرح جرحنا والضحايا هم أهلنا وليسمع القاصي والداني بذلك.
وسيرى الذين ظلمو أي منقلب ينقلبون
       ( والله ورسوله وعلي بن أبي طالب والأئمة من ذريته أولياء المؤمنين  )